17 يونيو 2010

على مقود الشيفروليه |فرناندو بيسوا


على مقود الشيفروليه عبر طريق سينترا،
وتحت ضوء القمر والحلم عبر الطريق الصحرواي
أقود وحيدا، أقود ببطء تقريبا و يبدو لي قليلا، أو
أحاول قليلا كي يبدو لي ، أنني أواصل عبر طريق آخر،

عبر حلم آخر، عبر عالم آخر،
أنني أواصل دون أن أترك لشبونة ورائي
أو سينترا التي انا ذاهب اليها
أنني أواصل وماذا يمكن أن يكون هناك سوى أن أواصل
دون توقف وأن أتابع؟
سأقضي الليلة في سينترا
لإنني لا أستطيع تقضيتها في لشبونة
لكن ما إن أصل إلى سينترا إلا وسوف أتألم
لأنني لم أبق في لشبونة.
دائما هذا القلق الذي بلا هدف، بلا رابط، بلا نتيجة
دائما، دائما، دائما، غم الروح هذا المجاوز للحد بلا طائل.
علي طريق سينترا، أو علي طريق الحلم ، أو علي طريق الحياة...
منساقا لحركاتي اللا شعورية علي المقود
معي ومن تحتي تعدو تلك السيارة المعارة
أبتسم للعلامة، وأنا أستدير لليمين وأفكر
كم من أشياء معارة أمضي بها عبر العالم !
كم من أشياء أعارونيها أقودها كأنها ملكي !
يالي! كم من أشياء معارة أكونها أنا نفسي !
على اليسار ثمة عُشَّة، نعم عشة، علي حافة الطريق.
علي اليمين، الحقل الممدود، والقمر علي البعد.
السيارة، التي كانت تبدو منذ قليل وقد منحنتني الحرية
ها أنا الان محبوس داخلها
فقط يمكنني أن أقودها وأنا محبوس داخلها
فقط أسيطر عليها إذا مااحتوتني واحتويتها.
إلى اليسار، الآن إلى الخلف، العشة البائسة
الاكثر من بائسة.
هناك لابد أن تكون الحياة سعيدة، فقط لإنها ليست حياتي
لو رآني أحد من النافذة، سيحلم، نعم سعيد هو ذلك الرجل
للطفل الذي كان يترقب من وراء زجاج نافذة الطابق الأعلى
ربما غدوت ( بالسيارة المستعارة) كحلم، كجنية حقيقية.
للصبية التي عند سماعها صوت المحرك
ألقت نظرة من شباك المطبخ ، من الطابق الأرضي
ربما كنت كمثل ذلك الأمير الساكن قلوب كل الصبايا
بطرف عينيها وهي ملتصقة بالزجاج، تتابعني
حتى المنعطف الذي أتلاشى فيه.
أأخلف أحلاما من ورائي، أم ترى هي السيارة التي تخلف الأحلام؟
أأنا قائد السيارة ، أم أنا السيارة المعارة التي أقود؟
على طريق سينترا وفي نور القمر
بينما أقود الشيفروليه المعارة
وأنا مفعم بالحزن أمام الليل والحقول
أضيع في طريق المستقبل،
وأغوص في المسافة التي أبلغها،
وبرغبة فظيعة، مباغتة، عنيفة، لا معقولة،
أزيد سرعتي...
لكن قلبي بقي هناك في ركام الأحجار
الذي حدت عنه لدى رؤيته ومن دون أن أراه،
على باب العشة،
قلبي الفارغ،
قلبي النهم
قلبي الأكثر إنسانية مني والأكثر كمالا من الحياة.
علي طريق سينترا علي حافة منتصف الليل،
علي نور القمر، وعلى المقود
علي طريق سينترا، يا لتعب مخيلتي.!
علي طريق سينترا، أقرب فأقرب من سينترا
علي طريق سينترا ، أبعد فأبعد من نفسي.
من قصائد "ألفارو دي كامبوس"
*** ***
ترجمة: أحمد يماني (عن الإسبانية) من ترجمات مختلفة (عن البرتغالية) لكل من:
Octavio Paz
César Antonio de Molin
Jose Antonio LLardent